تراث الامام الصادق عليه السلام من الوجهة الفنية

اشارة

المؤلف: عبدالكريم الاشتر

الناشر: عبدالكريم الاشتر

طبع في سنة: 1412 ه

من كتاب: الامام جعفر الصادق، دراسات و أبحاث

تراث الامام الصادق من الوجهة الفنية

بسم الله الرحمن الرحيم أيها السادة: السلام عليكم و رحمة الله. أرجو، في البدء، أن يأذن لي سماحة حجةالاسلام الشيخ محمد شريعتي، المستشار الثقافي للجمهورية الاسلامية، و العاملون معه في دار المستشارية. في أن أوجه اليهم الشكر، لما يبذلون من جهد في درس تراثنا ونشره. و بعد، فالموضوع الذي اخترت الكلام فيه، في هذه الندوة، تشغلني بعض مسائله منذ زمن طويل. فاني وجدت تاريخ الأدب العربي يكاد يغفل - اذا استثنينا الشعر في جميع العصور - [ صفحه 168] صفحات لا تحصي من الأدب الحي الذي كتبه أو أملاه رجال الحكمة و الفلسفة و الكلام، و رجال التاريخ و السير و التراجم و الطبقات و الأسمار و غيرها؛ شغلته عنها، فيما يبدو، أنواع الكتابة الأخري التي كتبت لمقاصد أدبية صرف، مهما تواضع حظها من جمال التصوير أو التعبير، و مهما تدنت قيمتها الفكرية أو الوجدانية، و علي ما حفلت به في العصور المتأخرة، من ضروب التزويق و التنميق، و طغيان النزعة اللفظية و ألا عيبها التي شبهها أحد المستشرقين الفرنسيين بألعاب (الأكروبات). فعلي هذا النحو، لصق بأذهاننا أن النثر العربي تقلبت مذاهبه و انتهت في العصور المتأخرة الي ما سماه أحد الباحثين «مذهب التصنيع»، بعيدا عن الكتابات الطلقة التي كانت الحياة، في هذه العصور نفسها، تمليها علي لسان ابن حزم مثلا و ابن خلدون و محيي الدين بن عربي و ابن جبير و ابن بطوطة و غيرهم. و علي هذا النحو أيضا عنينا، في تاريخ هذا الأدب، بالشريف الرضي و شعره، و لكنا لم نعن بأخيه الشريف المرتضي و أماليه الرائعة التي تشف